ما هو SEL?

التعلّم العاطفيّ- الاجتماعيّ هو السّيرورة التي تُكتسب وتُستخدم فيها بنجاعة المعرفة، القدرات، المواقف والمهارات المطلوبة للتّعامل مع التّحديات اليوميّة، لتطوير جيل من النّساء والرجال الفضوليّين، القادرين على الضّبط والتّنظيم العاطفيّ والسّلوكيّ وعلى فهم مشاعرهم ومشاعر الآخرين والتّفاعل معهم بشكل إيجابيّ، إلى جانب تطوير القدرة على المواظبة والمرونة الفكريّة، العمل من منطلق الدّافعية الدّاخلية واتخاذ قرارات مسؤولة.

تشهد السّنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في النّشاط البحثيّ والتّطبيقيّ في مجال التّعلّم العاطفيّ-الاجتماعيّ  Social Emotional Learning (SEL) في السّنوات الأربع الأخيرة، نشر أكثر من نصف مليون إصدار علميّ في هذا المجال. ومن ضمن هذا الكمّ الهائل من الأدبيات، نجد مختلف محاور الاهتمام، التّعريفات ووجهات النّظر. شاهدوا فيديو قصير تستعرض فيه د. دافنا كوبلمان روبين نقاطًا رئيسيّة تحظى بالإجماع.

ما هي مهارات SEL?

المهارات العاطفيّة-الاجتماعيّة  هي القدرة على التّنسيق بين السّيرورات المعرفيّة، العاطفيّة والسّلوكيّة التي تساهم في التّطوّر الأمثل، تحقيق الأهداف، والنّمو والتّطور في مختلف العلاقات والبيئات الثّقافيّة. يتطرّق نموذج CASEL إلى هذه المهارات ويصنّفها لـ 5 مجالات رئيسيّة، تشمل:المهارات، المواقف والقدرات الشّخصيّة (الوعي الذّاتيّ والإدارة الذّاتيّة)؛ الاجتماعيّة (الوعي الاجتماعيّ والمهارات الاجتماعيّة) واتّخاذ القرارات بشكل مسؤول وأخلاقيّ في مواقف شخصيّة واجتماعيّة (اتّخاذ القرارات بشكل مسؤول).

الوعي الذّاتيّ

الوعي الذّاتيّ- يمكّنني من تمييز مشاعري، أفكاري وقيمي بوضوح، وكيف تؤثر على سلوكي. القّدرة على تمييز نقاط قوّتي ومحدودياتي بدقة، مع الاستناد إلى مشاعر الثّقة، التّفاؤل والإيمان بالقدرة على التّطوّر والنّمو (growth mindset).


• تمييز المشاعر
• الهويّة/التّصوّر الذّاتيّ
• تمييز نقاط القوّة
• الشّعور بالثّقة بالنّفس
• الكفاءة الذّاتيّة

الإدارة الذّاتيّة

القدرة على تنظيم وضبط مشاعري، أفكاري وسلوكياتي بنجاح في مواقف مختلفة- التّعامل بنجاعة مع الضّغط، التحكّم بالرّغبات وتحفيز الذّات. القدرة على أن أضع لنفسي أهدافًا شخصيّة وأكاديميّة وأن أسعى لتحقيقها.


• التحكّم بالرغبات
• إدارة الضّغوط
• الوعي الذاتيّ
• الدّافعيّة الشّخصيّة
• المواظبة
• مهارات التّنظيم/الإدارة

الوعيّ الاجتماعيّ

القدرة على تقبّل وجهة نظر الآخر والتّعاطف معه/ا، بما في ذلك التّعاطف مع الأشخاص من خلفيات مختلفة وثقافات مختلفة. القدرة على فهم أعراف اجتماعيّة وأخلاقيّة واعتبارها موردًا ومصدرًا للدّعم.


• تبني وجهة نظر
• التّعاطف
• تقبّل الاختلاف/التّنوّع
• احترام الآخر

المهارات الاجتماعيّة

القدرة على إنشاء علاقات صحيّة مع مختلف الأشخاص والمجموعات، والحفاظ على هذه العلاقات. التّواصل بشكل واضح، الإصغاء جيدًا، التّعاون، مقاومة الضّغوطات الاجتماعيّة السّلبيّة، إدارة الصّراعات بنجاعة، تقديم المساعدة وطلب المساعدة عند الحاجة.


• التواصل
• التّداخل العاطفيّ
• بناء علاقات
• العمل بشكل تعاونيّ
• حلّ الصّراعات
• طلب المساعدة/تقديم المساعدة

اتّخاذ قرارات بشكل مسؤول

القدرة على اتخاذ قرارات بخصوص السّلوكيات والتّفاعلات التّعليميّة والاجتماعيّة، بناءً على اعتبارات أخلاقيّة، أعراف اجتماعيّة واعتبارات الأمن والسلامة (safety). القدرة على التّقييم الواقعيّ لنتائج أفعال مختلفة وتأثيرها على رفاهي الشّخصيّ وعلى رفاه الآخرين.


• تشخيص المشاكل
• تحليل مواقف
• حلّ المشاكل
• تقييم
• تفكير تأمّليّ
• المسؤولية الأخلاقيّة

الإطار المفاهيميّ المحدّث لـ CASEL

نشرتمؤسّسة   CASEL، وهي المؤسّسة الرّائدة في الولايات المتّحدة للنّهوض بمجال التّعلّم العاطفيّ-الاجتماعي،ّ في نهاية عام 2020 تحديثًا للإطار المفاهيميّ، وهو إطار توجيهيّ لجهاز التّربية والتّعليم في دول عديدة من العالم. يشدّد الإطار الجديد على أهمية الحساسيّة الاجتماعيّة-الثّقافيّة، قيم المساواة والإنصاف، الثّقة المتبادلة والعلاقات التّشاركيّة والصّادقة بين العائلات، جهاز التّربية والتعليم والمجتمعات المحليّة. تهدف هذه الشّراكات إلى تأسيس بيئات وتجارب تعلّميّة تشمل: الثّقة، العلاقات التّعاونيّة، البرامج التّعليميّة المعمّقة والمؤثّرة والتّقييم الدّائم.
وفقًا لـ CASEL، فإنّ التّعلّم العاطفيّ-الاجتماعيّ هو جزء لا يتجزّأ من تربية وتطور الإنسان، وهو يعزّز المورد التّربويّ والامتياز في جهاز التّربية والتّعليم. هذا التّعلّم يساعد على التّعامل مع مواضيع مختلفة متعلّقة بانعدام المساواة، وتشجيع الصِغار والكِبار على العمل معًا من أجل إنشاء مدارس دائمة التّطوّر والازدهار والمساهمة في تطوير مجتمعات آمنة، سليمة ومنصفة.
تعرّف مؤسّسة CASEL التّعلّم العاطفيّ-الاجتماعيّ كسيرورة يكتسب ويطبّق الصّغار والكِبار بواسطتها المعرفة، المهارات والمواقف، من أجل:
✓ بلورة هويّة ذاتيّة سليمة
✓ إدارة المشاعر
✓ تحقيق أهداف شخصيّة وجماعيّة
✓ الشّعور بالتّعاطف وإبداء التّعاطف
✓ إنشاء علاقات داعمة والحفاظ عليها
✓ اتّخاذ القرارات بشكل مسؤول ومراعٍ لمشاعر واحتياجات الآخرين

الوثيقة الكاملة عن الإطار الجديد لـ CASEL 

ما أهميّة التّعلّم العاطفيّ-الاجتماعي؟ّ

تشكّل مهارات SEL موردًا داعمًا قيّمًا في حياة الإنسان، وهي مرتبطة على المدى البعيد بالنّجاح الأكاديميّ، النّجاح في العمل والنّهوض بالصّحة النّفسيّة والجسديّة. تشير الأبحاث العديدة حول برامج SEL إلى مساهمتها في الأداء العاطفيّ، الاجتماعيّ والأكاديميّ لدى الطّلاب،

ما هي مساهمة البرنامج؟

 

• تحسين تحصيل الطلاب
• تحسين المناخ
• زيادة مستوى تداخل واستمتاع الطّلاب بالعمليّة التّعلميّة
• زيادة نجاعة التّدريس
• تعزيز العلاقة بين المعلّم/ة والطّالب/ة

الحدّ من المشاكل

 

• الحدّ من المشاكل السّلوكيّة
• الحدّ من أعراض الضّغط
• تراجع في أعراض الاكتئاب
• تدنّي مستوى القلق

الطّاقم التّربويّ

 

• تعزيز الشّعور بالكفاءة الذّاتيّة والمهنيّة
• تحسين الرّفاه النّفسيّ
• تدنّي مستوى الضّائقة
• الحدّ من الإنهاك الوظيفيّ وترك المهنة

حقائق أخرى حول التّعلّم العاطفيّ-الاجتماعيّ

  • كلّما اكتسبنا مهارات SEL في سنّ صغيرة، في إطار المنهاج الدّراسيّ، يكون أثرها أقوى.
  • اكتساب مهارات SEL يساعد جميع الطّلاب وليس فقط الأطفال الذين يواجهون صعوبات أو لأطفال في خطر.
  • اكتساب مهارات SEL يساهم في تقليص الفجوات الاجتماعيّة. الطّلاب من خلفية مهمشّة يحققون أكبر فائدة من برامج SEL.
  • برامج SEL تحقّق فاعليتها بنفس المقدار إذا مرّرتها أخصائيّات نفسيّات ومستشارات أو إذا مرّرها معلّمون ومعلّمات.

ولِمَ الآن تحديدًا؟

يمرّ العالم حاليًا بتغييرات اجتماعيّة، ثقافيّة واقتصاديّة جذريّة. للتّعامل بنجاح مع الواقع المركّب والضّبابيّة (أزمة كورونا مثلًا)، يزداد الوعيّ بوجوب تطوير قدرات ومهارات عاطفيّة-اجتماعيّة لدى الأجيال الشّابة لتساعدهم في التّعامل مع هذا الواقع.

هناك العديد من الأدلّة البحثيّة التي تشير إلى أنّ عمليّة التّعلّم تحدث على أفضل نحو ممكن في بيئة آمنة وبواسطة علاقات اجتماعيّة تشجّع على الفضول، طرح الأسئلة، التّحفيز الذّاتيّ، الإيمان بالقوى والقدرات على التّطوّر والنّمو والقدرة على المواظبة حتى عند مواجهة صعوبات وأزمات.

الأبحاث قيد التّطور في العلوم العصبيّة تشير إلى أنّ السّيررات العاطفيّة-الاجتماعيّة والعمليّة التّعلميّة متداخلة فيما بينها على المستويين العصبيّ والسّلوكيّ.

تشير الأبحاث إلى مرونة الدّماغ وقدرته على التّغيّر طيلة دورة الحياة.

الزيادة المتساوقة في نسبة الأطفال والمراهقين الذين يعانون من ضائقة نفسيّة مثل القلق والاكتئاب، وانخفاض المستوى العمريّ الذي تظهر فيه أعراض الضّائقة، والإدراك أنّ الطرّيقة الصّحيحة للتّعامل مع هذه الضّائقة هي خوض سيرورات وقائيّة تحدّث في بيئة الطّفل الطّبيعيّة، أيّ في رياض الأطفال والمدارس.